وزارة الثقافة تقيم متحفا لإبن بطوطة بطنجة



الدراسات تجرى حاليا ونحات سوري إختير لبناء النصب تذكاري للرحالة الشهير
تعتزم وزارة الثقافة إقامة متحف وطني لتخليد الرحالة المغربي الشهير إبن بطوطة . وكشفت المصادر من داخل الوزارة أن الدراسات تجري حاليا لإقامة المتحف في مدينة طنجة ، وأشار أن الاختيار وقع على النحات السوري المقيم في أسبانيا عاصم باشا لبناء نصب تذكاري للرحالة .
وكان أحمد كويطع ، الكاتب العام لوزارة الثقافة المغربية ، قد أعلن على هامش ندوة الرحالة العرب والمسلمون .. إكتشاف الذات والاخر التي إستضافتها الرباط ، أول أمس الاحد ، أن ثريا جبران ، وزيرة الثقافة قد وافقت على إقامة متحف وطني لإبن بطوطة .
وجاء إعلان كويطع كرد على دعوة الكاتل والدبلوماسي المغربي عبد الهادي التازي الذي دعا في إفتتاح الندوة ، إلى إقامة متحف يضم كل ما يخص إبن بطوطة ، وقال إن العرب يجهلون قيمته رغم ترجمة رحلته إلى 50 لغة ، وكانت آخرها هي اللغة الصينية ، وأضاف التازي قائلا " لو كانت أمريكا تملك إبن بطوطة لكان له شأن عالمي آخر ".
وبحسب المصادر ، فإنه يتوقع أن يضم المتحف عشرات المخطوطات ، التي كتبها إبن بطوطة في رحلاته التي شملت كثيرا من البلدان وخرائطا للدول التي زارها والترجمات المختلفة لرحلاته والتحقيقات والدراسات العربية المختلفة لرحلاته التي بدأت من المغرب إلى بلاد الشرق الاقصى .
ونقلت "رويترز" عن الشاعر السوري نوري الجراح ،وهو من المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الافاق ،قوله إن المركز ومقره أبو ظبي ولندن سيمد المتحف بطبعات حديثة لرحلات ابن بطوطة التي نشرت في الاونة الاخيرة وفاز بعضها بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي التي تمنح سنويا منذ عام 2003 .
يشار إلى أن الندوة ، التي استمرت إشغالها ثلاثة أيام ، شارك فيها نحو 50 باحثا عربيا معظمهم من الفائزين بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي التي تهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات ويمنحها سنويا المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الافاق برعاية الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي .
ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنويا في خمسة فروع هي ( تحقيق الرحلات ) و ( الرحلة المعاصر ) و ( الرحلة الصحفية ) و ( اليوميات ) و (الدراسات في أدب الرحلة ) .
وأوصت الندوة بالاهتمام بأدب الرحلة الذي كتبته نساء كن زوجات لسفراء دول عربية وإسلامية في أوربا وكيف كانت رؤيتهن للعالم الجديد المختلف بالضرورة عن العالم الذي ينتمين إليه ، إضافة إلى حث الباحثين على دراسة أدب الرحلة من جوانبه المختلفة الاسلوبية والحضارية .
كما أشار الجراح إلى أن الاهتمام بهذا النوع من الكتابة هو نوع من ترميم الذاكرة العربية في مواجهة ما سماه عوامل تجريف للهوية والذاكرة .

الجريدة الاولى : العدد 314 الثلاثاء 26 ماي 2009